ما هي الأحلام؟
تعتبر الأحلام نوعا من النشاط العقلي الذي يحدث داخل المخ خلال النوم. ويتفاوت محتوى الحلم من أفكار وصور بسيطة إلى قصص مطولة يصعب التفريق بينها وبين الحقيقة وقد تتضمن الكثير من النشاط الجسدي.
وقبل الإسهاب في الحديث عن الأحلام، يجدر بنا الحديث عن مكونات النوم الطبيعي. فالنوم ليس فقداناً للوعي أو غيبوبة وإنما حالة خاصة يمر بها الإنسان، وتتم خلالها أنشطة معينة. فعندما يكون الإنسان مستيقظاً يكون لدى المخ نشاطاً كهربائياً معيناً، ومع حلول النوم يبدأ هذا النشاط بالتغير ودراسة النوم تساعدنا على تحديد ذلك تحديداً دقيقاً. فالنائم يمر خلال نومه بعدة مراحل من النوم لكل منها دورها. فهناك المرحلة الأولى والثانية، ويكون النوم خلالهما خفيفاً ويبدآن مع بداية النوم. بعد ذلك تبدأ المرحلة الثالثة والرابعة، أو ما يعرف بالنوم العميق، وهاتان المرحلتان مهمتان لاستعادة الجسم نشاطه، ونقص هاتين المرحلتين من النوم ينتج عنه النوم الخفيف غير المريح والتعب والإجهاد خلال النهار. وبعد حوالي التسعين دقيقة تبدأ مرحلة حركة العينين السريعة (حيث تتحرك العينان حركة أفقية سريعة و منتظمة أثناء النوم وتلاحظ بكثرة لدى حديثي الولادة) وتعرف هذه المرحلة تجاوزا بمرحلة الأحلام، وتحدث أكثر الأحلام خلال هذه المرحلة، و يعتقد البعض أن هذه المرحلة مهمة لاستعادة الذهن نشاطه. والمرور بجميع مراحل النوم يعرف بدورة نوم كاملة. وخلال نوم الإنسان الطبيعي (6-8 ساعات) يمر الإنسان بحوالي 4-6 دورات نوم كاملات.
وتحدث الأحلام عادة طوال الليل. وقد كان يعتقد في السابق أن الأحلام تحدث خلال مرحلة حركة العينين السريعة فقط، ولكننا نعلم الآن أن الأحلام يمكن أن تحدث في جميع مراحل النوم ولكن طبيعة الأحلام التي تحدث خلال مرحلة حركة العينين السريعة تختلف نوعا ما عن الأحلام في المراحل الأخرى. فالأحلام التي تحدث في مرحلة حركة العينين السريعة تكون عادة أكثر تفصيلا وتشبه الحقيقة ويمكن تذكرها بشكل أفضل وخاصة الأحلام التي تحدث في آخر الليل.
الجدير بالذكر أن مرحلة حركة العينين السريعة تزداد عادة خلال الساعتين الأخيرتين من النوم وفي هذا الوقت تزداد كمية الأحلام لذلك فإن الأشخاص الذين ينامون لساعات أقل من حاجة أجسامهم قد لا يقضون وقت كاف في هذه المرحلة ولذلك يشعرون بأنهم لا يحلمون خلال نومهم.
هناك فئة من الناس تدعي بأنها لا تحلم أبدا فهل هذا صحيح أم انها تعاني من النسيان؟
لا يتذكر الكثير من الناس أحلامهم وهذا لا يعني بالضرورة أنهم لا يحلمون. فقد أظهرت الأبحاث في المختبر أن كل الأشخاص تقريبا يمر بمرحلة الأحلام. وقد يكون هناك عدة أسباب لعدم تذكر البعض أحلامهم. فالأشخاص الذين لا يشغلون بالهم بموضوع الأحلام قد لا يتذكرونها كما أن الشخص الذي ينام ساعات قليلة قد لا يمر بالمرحلة الأخيرة من النوم التي تحدث فيها الأحلام الطويلة.
كيف تتكون الأحلام؟
من المنظور الإسلامي فإن الرؤيا الصالحة واردة وهي من علامات الإيمان، بل اعتبرها الرسول صلى الله عليه وسلم جزءا من خمسة وأربعين جزءا من النبوة، كما في الحديث: “أصدقكم رؤى أصدقكم حديثا ورؤى المسلم جزء من خمسة وأربعين جزءا من النبوة، والرؤيا ثلاث: رؤيا صالحة بشرى من الله، ورؤيا تحزين من الشيطان، ورؤيا مما يحدث المرء نفسه، فإن رأى أحدكم ما يكره فليقم فليصل ولا يحدث بها الناس”.
أما من الناحية العلمية الطبية التجريبية فإن موضوع كيفية تكون محتوى الأحلام ما زال موضوع خلاف بين المختصين. والذي يظهر أن الأحلام في غالب الأمر تعكس التجارب اليومية التي مر بها الإنسان حيث أن الأحلام في العادة تتضمن الأحداث التي حدثت في اليوم السابق. و قد أظهرت الأبحاث أن محتوى الأحلام يتأثر بعمر الإنسان وجنسه (ذكر أو أنثى) والبيئة التي يعيش فيها. فكبار السن مثلا قد يحلمون بأحداث مضى عليها أكثر من 50 سنة، في حين أن الأطفال الصغار يدور محتوى أحلامهم في العادة عن الحيوانات. كما أن السيدات تغلب على أحلامهن صبغة الحوار اللفظي أو الكلامي في حين أن أحلام الرجال يظهر فيها بصورة أكبر القلق والعنف الجسدي. كما أظهرت الدراسات أن أحلام السيدات تتساوى فيها نسبة الرجال والنساء في الغالب أما أحلام الرجال فتكون شخصيات الرجال فيها عادة ضعف عدد شخصيات النساء. وتعكس الأحلام في العادة الواقع الذي يعيشه الإنسان خلال يقظته ولكن صلة الحلم بواقع حياة الحالم قد لا تكون مباشرة وواضحة ولكن الحالم في كثير من الأحيان يدرك تلك الصلة. كما أن أكثر الأحلام قد لا تكون سارة للحالم حيث يعكس الحلم عادة الجانب السلبي للحياة والأحداث اليومية.
وعادة ما تهتم السيدات بمحتوى الأحلام أكثر بكثير من الرجال. وقد أهتم المسلمون منذ قديم الزمان بمحتوى الأحلام وتفسيرها حتى أصبح ذلك علما قائما بذاته ليس فقط لدى المفسرين كابن سيرين بل حتى لدى المفكرين العرب كابن العربي وابن خلدون اللذين حاولا تحليل وتقسيم الأحلام ومصادرها. واهتمام المسلمين بعلم الأحلام سبق الغرب بكثير، حيث بدأ الغربيون حديثا بدراسة علم الأحلام لدى المسلمين ومقارنة نظريات المسلمين حول الأحلام بالنظريات لدى الغربيين كما حاول البعض منهم دراسة ما ورد عن الأحلام في القرآن الكريم والأحاديث الشريفة ومقارنة ذلك بما ورد في التوراة والإنجيل.
هل الأحلام مفيدة؟
الأحلام مرحلة أساسية من مراحل النوم و من المعلوم طبيا أن نشاط المخ خلال مرحلة حركة العينين السريعة التي تحدث فيها أكثر الأحلام يكون أعلى من نشاطه خلال الاستيقاظ. ويقضي الإنسان البالغ من 15-25% من نومه في هذه المرحلة. وظهرت العديد من النظريات والفرضيات حول أهمية الأحلام، كأهميته لنمو المخ حيث يقضي حديثي الولادة حوالي 50% من نومهم في هذه المرحلة، كما يعتقد البعض أن مرحلة الأحلام مهمة لتقوية الذاكرة والتركيز وقد أظهرت إحدى الدراسات أن أداء الطلاب الذين لم يصلوا إلى مرحلة الأحلام خلال نومهم ليلة الإمتحان كان أقل بكثير من قرنائهم الذين وصلوا لهذه المرحلة ويعتقد آخرون أن الأحلام مهمة لإزالة الأحاسيس والعواطف الضارة التي قد تؤثر على حالة الاستيقاظ ولكن من المهم هنا أن أذكر أن لا توجد أدلة علمية قوية تدعم مل سبق ذكره وما زال الموضوع يحتاج إلى كثير من البحث. وهناك نظرية أخرى تقول أن الأحلام مهمة لحديثي الولادة للحفاظ على درجة حرارة المخ حيث أن حرارة المخ ترتفع خلال مرحلة الأحلام.
الأحلام المزعجة والكوابيس:
مر الكثير منا بتجربة الأحلام المزعجة والكوابيس خلال النوم و في معظم الحالات تحدث هذه الكوابيس على فترات متباعدة ولكن لدى بعض المرضى تحدث الأحلام المزعجة بصورة متكررة مما قد ينعكس سلبا على حياة الحالم وعلى نفسيته. ويمكن طبيا تقسيم الأحلام المزعجة إلى قسمين: قسم يحدث خلال مرحلة حركة العينين السريعة ويعرف بالكابوس والقسم الآخر يحدث خلال المرحلة الثالثة والرابعة من النوم (النوم العميق) ويعرف طبيا برعب النوم. ويتميز النوع الأول بأنه يحدث عادة في نهاية النوم (الساعتين الأخيرة من النوم) وعادة ما يتذكر المصاب تفاصيل الحلم وهذا هو النوع الشائع، أما النوع الثاني فيتميز باستيقاظ مفاجئ من النوم العميق مصحوبا بأحاسيس خوف وهلع شديدة وزيادة في نبضات القلب وسرعة في التنفس ولا يتذكر المريض عادة تفاصيل الحلم ويحدث هذا النوع في الثلث الأول من النوم.
والكوابيس شائعة بين الأطفال ولكن بصورة غير مستمرة، حيث يعاني 20-50% الأطفال من سن 5-10 سنوات من الكوابيس أحيانا. وأظهرت دراسة أجريناها على طلاب وطالبات المدارس الابتدائية في مدينة الرياض أن 5% من الأطفال يعانون من الكوابيس بصورة شبه مستمرة. وقد تؤثر الكوابيس المتكررة على نشاط الأطفال في النهار. وفي العادة تقل الكوابيس مع تقدم عمر الطفل. ويوصى بتشجيع الأطفال على سرد وذكر الكوابيس التي يرونها في أحلامهم للوالدين وللمعالجين، حيث أظهرت الدراسات أن مجرد سرد الأحلام المزعجة للوالدين يساعد على اختفائها.
أما بالنسبة للكبار فإن الكوابيس تحدث بصورة أقل بكثير وتكون عادة نتيجة للضغط والتوتر النفسي أو نتيجة لحوادث مؤلمة وتحتاج في العادة لمراجعة المختصين للحصول على العلاج.
لماذا يرتاح الإنسان عندما يفسر حلمه من أحد مفسري الأحلام؟
يولع الناس بطبعهم بالأمور الغيبية الغامضة التي ليس لها تفسير واضح في أذهانهم لا يظهر لها رابط مباشر بواقعهم. ويبدو أن لدى الإناث اهتماما أكبر بتفسير أحلامهن مقارنة بالرجال. وليس بالضرورة أن يؤدي تفسير الحلم إلى الراحة النفسية بل قد يصاحب ذلك الكثير من الأوهام والوساوس والتي قد ينتج عنها زيادة التوتر وهذا أمر نشاهده لدى كثير من المرضى. وعلم تفسير الأحلام علم قائم بذاته وليس له علاقة بطب النوم الذي يعالج الأمراض والاضطرابات التي تصاحب النوم.
تعتبر الأحلام نوعا من النشاط العقلي الذي يحدث داخل المخ خلال النوم. ويتفاوت محتوى الحلم من أفكار وصور بسيطة إلى قصص مطولة يصعب التفريق بينها وبين الحقيقة وقد تتضمن الكثير من النشاط الجسدي.
وقبل الإسهاب في الحديث عن الأحلام، يجدر بنا الحديث عن مكونات النوم الطبيعي. فالنوم ليس فقداناً للوعي أو غيبوبة وإنما حالة خاصة يمر بها الإنسان، وتتم خلالها أنشطة معينة. فعندما يكون الإنسان مستيقظاً يكون لدى المخ نشاطاً كهربائياً معيناً، ومع حلول النوم يبدأ هذا النشاط بالتغير ودراسة النوم تساعدنا على تحديد ذلك تحديداً دقيقاً. فالنائم يمر خلال نومه بعدة مراحل من النوم لكل منها دورها. فهناك المرحلة الأولى والثانية، ويكون النوم خلالهما خفيفاً ويبدآن مع بداية النوم. بعد ذلك تبدأ المرحلة الثالثة والرابعة، أو ما يعرف بالنوم العميق، وهاتان المرحلتان مهمتان لاستعادة الجسم نشاطه، ونقص هاتين المرحلتين من النوم ينتج عنه النوم الخفيف غير المريح والتعب والإجهاد خلال النهار. وبعد حوالي التسعين دقيقة تبدأ مرحلة حركة العينين السريعة (حيث تتحرك العينان حركة أفقية سريعة و منتظمة أثناء النوم وتلاحظ بكثرة لدى حديثي الولادة) وتعرف هذه المرحلة تجاوزا بمرحلة الأحلام، وتحدث أكثر الأحلام خلال هذه المرحلة، و يعتقد البعض أن هذه المرحلة مهمة لاستعادة الذهن نشاطه. والمرور بجميع مراحل النوم يعرف بدورة نوم كاملة. وخلال نوم الإنسان الطبيعي (6-8 ساعات) يمر الإنسان بحوالي 4-6 دورات نوم كاملات.
وتحدث الأحلام عادة طوال الليل. وقد كان يعتقد في السابق أن الأحلام تحدث خلال مرحلة حركة العينين السريعة فقط، ولكننا نعلم الآن أن الأحلام يمكن أن تحدث في جميع مراحل النوم ولكن طبيعة الأحلام التي تحدث خلال مرحلة حركة العينين السريعة تختلف نوعا ما عن الأحلام في المراحل الأخرى. فالأحلام التي تحدث في مرحلة حركة العينين السريعة تكون عادة أكثر تفصيلا وتشبه الحقيقة ويمكن تذكرها بشكل أفضل وخاصة الأحلام التي تحدث في آخر الليل.
الجدير بالذكر أن مرحلة حركة العينين السريعة تزداد عادة خلال الساعتين الأخيرتين من النوم وفي هذا الوقت تزداد كمية الأحلام لذلك فإن الأشخاص الذين ينامون لساعات أقل من حاجة أجسامهم قد لا يقضون وقت كاف في هذه المرحلة ولذلك يشعرون بأنهم لا يحلمون خلال نومهم.
هناك فئة من الناس تدعي بأنها لا تحلم أبدا فهل هذا صحيح أم انها تعاني من النسيان؟
لا يتذكر الكثير من الناس أحلامهم وهذا لا يعني بالضرورة أنهم لا يحلمون. فقد أظهرت الأبحاث في المختبر أن كل الأشخاص تقريبا يمر بمرحلة الأحلام. وقد يكون هناك عدة أسباب لعدم تذكر البعض أحلامهم. فالأشخاص الذين لا يشغلون بالهم بموضوع الأحلام قد لا يتذكرونها كما أن الشخص الذي ينام ساعات قليلة قد لا يمر بالمرحلة الأخيرة من النوم التي تحدث فيها الأحلام الطويلة.
كيف تتكون الأحلام؟
من المنظور الإسلامي فإن الرؤيا الصالحة واردة وهي من علامات الإيمان، بل اعتبرها الرسول صلى الله عليه وسلم جزءا من خمسة وأربعين جزءا من النبوة، كما في الحديث: “أصدقكم رؤى أصدقكم حديثا ورؤى المسلم جزء من خمسة وأربعين جزءا من النبوة، والرؤيا ثلاث: رؤيا صالحة بشرى من الله، ورؤيا تحزين من الشيطان، ورؤيا مما يحدث المرء نفسه، فإن رأى أحدكم ما يكره فليقم فليصل ولا يحدث بها الناس”.
أما من الناحية العلمية الطبية التجريبية فإن موضوع كيفية تكون محتوى الأحلام ما زال موضوع خلاف بين المختصين. والذي يظهر أن الأحلام في غالب الأمر تعكس التجارب اليومية التي مر بها الإنسان حيث أن الأحلام في العادة تتضمن الأحداث التي حدثت في اليوم السابق. و قد أظهرت الأبحاث أن محتوى الأحلام يتأثر بعمر الإنسان وجنسه (ذكر أو أنثى) والبيئة التي يعيش فيها. فكبار السن مثلا قد يحلمون بأحداث مضى عليها أكثر من 50 سنة، في حين أن الأطفال الصغار يدور محتوى أحلامهم في العادة عن الحيوانات. كما أن السيدات تغلب على أحلامهن صبغة الحوار اللفظي أو الكلامي في حين أن أحلام الرجال يظهر فيها بصورة أكبر القلق والعنف الجسدي. كما أظهرت الدراسات أن أحلام السيدات تتساوى فيها نسبة الرجال والنساء في الغالب أما أحلام الرجال فتكون شخصيات الرجال فيها عادة ضعف عدد شخصيات النساء. وتعكس الأحلام في العادة الواقع الذي يعيشه الإنسان خلال يقظته ولكن صلة الحلم بواقع حياة الحالم قد لا تكون مباشرة وواضحة ولكن الحالم في كثير من الأحيان يدرك تلك الصلة. كما أن أكثر الأحلام قد لا تكون سارة للحالم حيث يعكس الحلم عادة الجانب السلبي للحياة والأحداث اليومية.
وعادة ما تهتم السيدات بمحتوى الأحلام أكثر بكثير من الرجال. وقد أهتم المسلمون منذ قديم الزمان بمحتوى الأحلام وتفسيرها حتى أصبح ذلك علما قائما بذاته ليس فقط لدى المفسرين كابن سيرين بل حتى لدى المفكرين العرب كابن العربي وابن خلدون اللذين حاولا تحليل وتقسيم الأحلام ومصادرها. واهتمام المسلمين بعلم الأحلام سبق الغرب بكثير، حيث بدأ الغربيون حديثا بدراسة علم الأحلام لدى المسلمين ومقارنة نظريات المسلمين حول الأحلام بالنظريات لدى الغربيين كما حاول البعض منهم دراسة ما ورد عن الأحلام في القرآن الكريم والأحاديث الشريفة ومقارنة ذلك بما ورد في التوراة والإنجيل.
هل الأحلام مفيدة؟
الأحلام مرحلة أساسية من مراحل النوم و من المعلوم طبيا أن نشاط المخ خلال مرحلة حركة العينين السريعة التي تحدث فيها أكثر الأحلام يكون أعلى من نشاطه خلال الاستيقاظ. ويقضي الإنسان البالغ من 15-25% من نومه في هذه المرحلة. وظهرت العديد من النظريات والفرضيات حول أهمية الأحلام، كأهميته لنمو المخ حيث يقضي حديثي الولادة حوالي 50% من نومهم في هذه المرحلة، كما يعتقد البعض أن مرحلة الأحلام مهمة لتقوية الذاكرة والتركيز وقد أظهرت إحدى الدراسات أن أداء الطلاب الذين لم يصلوا إلى مرحلة الأحلام خلال نومهم ليلة الإمتحان كان أقل بكثير من قرنائهم الذين وصلوا لهذه المرحلة ويعتقد آخرون أن الأحلام مهمة لإزالة الأحاسيس والعواطف الضارة التي قد تؤثر على حالة الاستيقاظ ولكن من المهم هنا أن أذكر أن لا توجد أدلة علمية قوية تدعم مل سبق ذكره وما زال الموضوع يحتاج إلى كثير من البحث. وهناك نظرية أخرى تقول أن الأحلام مهمة لحديثي الولادة للحفاظ على درجة حرارة المخ حيث أن حرارة المخ ترتفع خلال مرحلة الأحلام.
الأحلام المزعجة والكوابيس:
مر الكثير منا بتجربة الأحلام المزعجة والكوابيس خلال النوم و في معظم الحالات تحدث هذه الكوابيس على فترات متباعدة ولكن لدى بعض المرضى تحدث الأحلام المزعجة بصورة متكررة مما قد ينعكس سلبا على حياة الحالم وعلى نفسيته. ويمكن طبيا تقسيم الأحلام المزعجة إلى قسمين: قسم يحدث خلال مرحلة حركة العينين السريعة ويعرف بالكابوس والقسم الآخر يحدث خلال المرحلة الثالثة والرابعة من النوم (النوم العميق) ويعرف طبيا برعب النوم. ويتميز النوع الأول بأنه يحدث عادة في نهاية النوم (الساعتين الأخيرة من النوم) وعادة ما يتذكر المصاب تفاصيل الحلم وهذا هو النوع الشائع، أما النوع الثاني فيتميز باستيقاظ مفاجئ من النوم العميق مصحوبا بأحاسيس خوف وهلع شديدة وزيادة في نبضات القلب وسرعة في التنفس ولا يتذكر المريض عادة تفاصيل الحلم ويحدث هذا النوع في الثلث الأول من النوم.
والكوابيس شائعة بين الأطفال ولكن بصورة غير مستمرة، حيث يعاني 20-50% الأطفال من سن 5-10 سنوات من الكوابيس أحيانا. وأظهرت دراسة أجريناها على طلاب وطالبات المدارس الابتدائية في مدينة الرياض أن 5% من الأطفال يعانون من الكوابيس بصورة شبه مستمرة. وقد تؤثر الكوابيس المتكررة على نشاط الأطفال في النهار. وفي العادة تقل الكوابيس مع تقدم عمر الطفل. ويوصى بتشجيع الأطفال على سرد وذكر الكوابيس التي يرونها في أحلامهم للوالدين وللمعالجين، حيث أظهرت الدراسات أن مجرد سرد الأحلام المزعجة للوالدين يساعد على اختفائها.
أما بالنسبة للكبار فإن الكوابيس تحدث بصورة أقل بكثير وتكون عادة نتيجة للضغط والتوتر النفسي أو نتيجة لحوادث مؤلمة وتحتاج في العادة لمراجعة المختصين للحصول على العلاج.
لماذا يرتاح الإنسان عندما يفسر حلمه من أحد مفسري الأحلام؟
يولع الناس بطبعهم بالأمور الغيبية الغامضة التي ليس لها تفسير واضح في أذهانهم لا يظهر لها رابط مباشر بواقعهم. ويبدو أن لدى الإناث اهتماما أكبر بتفسير أحلامهن مقارنة بالرجال. وليس بالضرورة أن يؤدي تفسير الحلم إلى الراحة النفسية بل قد يصاحب ذلك الكثير من الأوهام والوساوس والتي قد ينتج عنها زيادة التوتر وهذا أمر نشاهده لدى كثير من المرضى. وعلم تفسير الأحلام علم قائم بذاته وليس له علاقة بطب النوم الذي يعالج الأمراض والاضطرابات التي تصاحب النوم.